قد حكى الاصمعي رحمه الله قال: قال لي الرشيد: يا عبد الملك أنت أعلم منا ونحن أعقل منك لا تعلمنا في ملاء، ولا تسرع إلى تذكيرنا في خلاء، واتركنا حتى نبتدئك بالسؤال فإذا بلغت من الجواب حد الاستحقاق فلا تزد الا أن يستدعى ذلك منك، وانظر إلى ما هو ألطف في التأديب، وأنصف في التعليم، وبلغ بأوجز لفظ غاية التقويم. وليخرج تعليمه مخرج المذاكرة والمحاضرة لا مخرج التعليم والافادة؛ لأن لتأخير التعلم خجلة تقصير يجل السلطان عنها، فإن ظهر منه خطأ أو زلل في قول أو عمل لم يجاهره بالرد وعرض باستدراك زلله، وإصلاح خلله.
#شريعة #السلف_الصالح

0