قال مالك بن دينار‏:‏ دخلت على جار لي وهو في الغمرات يعاني عظيم السكرات، يغمى عليه مرة، ويفيق أخرى، وفي قلبه لهيب الزفرات، وكان منهمكًا في دنياه، متخلفًا عن طاعة مولاه، فقلت له‏:‏ يا أخي، تب إلى الله، وارجع عن غيّك، عسى المولى أن يشفيك من ألمك، ويعافيك من مرضك وسقمك، ويتجاوز بكرمه عن ذنبك‏.‏ فقال‏:‏ هيهات هيهات‏!‏ قد دنا ما هو آت، وأنا ميّت لا محالة، فيا أسفي على عمر أفنيته في البطالة‏.‏ أردت أن أتوب مما جنيت، فسمعت هاتفًا يهتف من زاوية البيت‏:‏ عاهدناك مرارًا فوجدناك غدارًا‏.‏
#شريعة #السلف_الصالح

0